اقدم كنيسة
كلما توغلت بعيدا عن كربلاء.. تتفاجأ بوجود موقع اثري..إن كان من جهة الغرب أو الجنوب أو الشمال..وحين تقطع الطريق فان ما يحيطك يجعلك تنظر بإعجاب لما أنجبته هذه الأرض من حضارة وعلم..
وكربلاء التي قيل إن اسمها جاء من كور بابل فان هذا يعني إن لها من التاريخ ما يبتعد عن حاضرها بكثير من القرون..ولكن كل شيء ما زال بين دفات الكتب أو في أدراج الباحثين والدارسين وكأن لا أحد يريد أن يعرف إن آثار كربلاء تمتد حتى بابل وربما ابعد من ذلك أيضا
على مسافة 70 كم من كربلاء وعلى مبعدة 5 كم من قصر الأخيضر التاريخي المعروف والى الغرب من بحيرة الرزازة..كان هناك موقع لا أحد يعرفه إلا بالاسم ولا أحد يعرف ما به من آثار..موقع يطلق عليه اسم ( الاقيصر ) فيه ما يشبه المدينة المتكاملة التي كانت تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة وتحكي ما بقي من الآثار من إنها مدينة عامرة عاش فيها أهلها قبل الإسلام.يقع الاقيصر في وسط الصحراء وكان المدنية التي تتربع على عرش الحياة العراقية الآن ابتعدت عن جميع المواقع لكي تبقى شاخصة إلى قيام الساعة وتحكي قصة الحضارة والتقدم والعمران..ولو عاش الإنسان الحالي فوق هذه الآثار لما بقي اثر منها إلا إن للطبيعة غايتها وحكمة من الله أراد لهذه الآثار أن تبقى خالدة..في هذا الموقع الذي يحتوي على اثر كبير قد يعود بالمنفعة السياحية إضافة إلى دراسة آثار كربلاء على اعتبارها مدينة عميقة الجذور..الأثر هو كنسية مسيحية لم يسمع بها حتى أهالي كربلاء..بل إن بعضهم اندهش حين عرف إننا نبحث عن تاريخ هذا الأثر متصورين إن مدينة كربلاء يبدأ تاريخها مع واقعة الطف فحسب.
الاسم والدلالة والتاريخ
الاقيصر تصغير لكلمة القصر وهي لفظة محلية لان فيها ما يشبه القصر وهو الكنيسة التي تضم رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة الديانة المسيحية.. ..توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والاثاريين...إن في هذه الكنيسة مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة..والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهي تبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا..واإلى الكنيسة يحيطها سور بني من الطين فيها أربعة أبراج ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى..فيما يبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا و عرضها أربعة أمتار..بنيت من الطابوق المفخور أو الفرشي..وهذه القيمة البنائية تثبت إنها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينيات القرن الخامس الميلادي..وهذا يعني إن هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الإسلام بأكثر من 120 عاما حسب ما يذكره الدارسون والكتب..ولكن التنقيبات التي أجريت عام 1976 وعام 1977 هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة عندما قاد السيد مظفر الشيخ قادر البعثة العراقية في هذه المنطقة..وأشار إلى إن موقع الكنيسة كان مثبتا لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذي كانوا يأتون إلى الكنيسة لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة.وإن هذا المكان لا بد أن يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحين لأنهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الأوسط بل في الشرق عموما.. وعليه فان إعادة اعمارها لابد أن يجلب المنفعة للجميع..المسيحيون للصلاة وغيرهم كسياحة أثرية لان هذه الأرض هي منجم للسياحة ونحن بعيدون كل البعد عن استغلال ما لدينا من آثار من اجل السياحة في حين إن العالم لا يملك مثلما نملكه نحن ولديه السياحة عامل من عوامل الاستقرار الاقتصادي.
طرق البناء وعوامل الزمن
حين تنظر إلى القبور فان آثار النبش والحفر بقصد السرقة تراها واضحة حتى لكأن ما جرى بعد سقوط النظام من عمليات نهب وسرقة لم يترك حتى هذه الأماكن البعيدة ولان فيها قبور تاريخية فان السراق والنهاب تصوروا إن في هذه القبور ذهبا وحليا وأحجارا كريمة وغنائم أخرى..وقد نبش اكثر من 25 قبرا بحثا عن الغنائم..وترى أيضا آثار التخريب من قبل عسكر النظام البائد الذي اتخذ من موقع الكنيسة كمكان للتدريب والتصويب وترى بقايا القذائف المنفلقة وغير المنفلقة ما زالت موجودة.. ويقول مدير هيئة السياحة ..إن النظام السابق وبدلا من تحويل هذا المكان إلى معلم سياحي حوله إلى موقع عسكري مما أدى إلى تخريب الكثير من معالم المكان إن كان لموقع الاقيصر أو لموقع الكنيسة أو للقبور التي كما أثبتت الدراسات والتنقيبات إنها حفرت كلحد للموتى وفيها بناءحجري يضم الرفاة فيما يغطى اللحد بحجر كبير.. أما جدرانه فهي مكسوة بالجص وبعدها ينهال على القبر التراب ليطلى بطبقة من الجص لتكون هي الظاهرة من الخارج.و إن اتجاه القبور يكون دائما باتجاه بيت المقدس ويبلغ عمق كل قبر اكثر من متر و25 سنتمتر وطوله مترا و20 سنتمترا فيما يبلغ عرضه 60 سنتمترا..إن العوامل البيئية قد عرضت الكنيسة إلى الكثير من التخريب من خلال ما تعرضت له من كوارث..ونرى ذلك واضحا من خلال أبواب الكنيسة التي أغلقت من الخارج بالحجر والجص..وأشار إلى إن الكنيسة إذا ما بقيت مهملة فان العوامل الآنية قد تعرضها إلى الكثير من المشاكل لان الترميم الصحيح هو السبيل الوحيد لكي تبقى الكنيسة صامدة على أن تعاد قبة المذبح التي سقطت ويعاد ترميم الغرف المهدمة المحيطة بالكنيسة المخصصة للكهنة إضافة إلى القيام بحملة لتشجير المكان وجعله اكثر جمالا مثلما وللحفاظ على المكان يجب تعبيد الشارع الموصل إلى الموقع من الشارع الذي يربط كربلاء بعين التمر..وإلا فان ما تبقى من الكنيسة والموقع سيندثر حتما وسنخسر واحدة من المعالم الأثرية المهمة في العراق مثلما نخسر موقعا سياحيا رائعا سيأتي إليه آلاف السياح من المسيحيين وغيرهم لزيارة هذا المكان
تحياتي
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 1:43 pm من طرف نادية بابل
» اخطر النباتات السمية
الإثنين أكتوبر 19, 2015 3:49 pm من طرف نادية بابل
» مركز اللغات جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:31 am من طرف bi823
» المكتبة الرقمية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم المالية والإدارية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم الإسلامية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» وكالة البحوث والتطوير جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823