معالم التأريخ
الكربلائي لم تتآكل بتقادم السنين وكأنها تقاوم سلطة الدهر المستبدة في
اغلب الاحيان لمئات من السنين وترسل خطابها العابق بأريج الماضي بكل ما فيه
من العنفوان والسمو الروحي.
وفي يوم ما ولفترة طويلة بقيت (القنطرة البيضاء) بوابة كربلاء المائية حيث
كانت السفن المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها بعد دفع أجرة
المرور لتصل بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد كانت تسمى (أم حديبة)،
وفتحة القنطرة صغيرة لا تسمح للسفن بالدخول من تحتها، أي انها كانت أشبه
بالميناء حيث تنقل البضائع منها إلى المدينة".
فها هي القنطرة البيضاء تؤدي رسالة الماضي البعيد في خدمة العابرين الى زمن راهن وهي تقف على نهرها بلا وهن.
القنطرة البيضاء ..شهدت على مدى أكثر من 450 عاما أحداثا تاريخية مازال
يذكرها المؤرخون.. إعتبرها الأهالي من المباني الأثرية .. تم ترميمها أكثر
من مرة، كان آخرها قبل أكثر من 150 عاما قبل أن يتم ترميمها فى العصر
الحالي.
وهي جسر من الطابوق له بوابة واحدة، يقع على نهر لا يتعدى عرضه خمسة أمتار،
تقف على جانبيه منارتان زرقاوان لتضيفا لونا آخر مع لون الاخضرار الذي
تنثره منطقة الحسينية على نهر يسمى بنفس الاسم (الحسينية).. يسمى الجسر
الآن (القنطرة البيضاء) أو (قنطرة الإمام علي) أو (القنطرة البيضة) باللهجة
الدارجة، يعتبره الأهالي في ناحية الحسينية من المواقع التراثية والأثرية
التى يعتزّون بها حيث صنع التاريخ لهم جسرا يعبرونه قبل مئات السنين في حين
تشكوا منطقتهم في زمن التقنيات الحديثة من جسر له قيمة القنطرة البيضاء.
وفي تقرير لـ(اصوات العراق) يقول منقّب الآثار حسين ياسر خليل، رئيس لجنة
صيانة القنطرة البيضاء "تقع هذه القنطرة أو ما تعرف محليا بقنطرة الإمام
علي(ع) أو (كنطرة البيضة) في ناحية الحسينية شرق كربلاء، وتقع على نهر
الحسينية في المقاطعة 47 الفراشية".
وأضاف"نهر الحسينية هو النهر الوحيد الذي يتفرع من نهر الفرات من يمين سدة
الهندية في محافظة بابل (30كم شمال كربلاء)، وهو الذي يغذي بساتين وأهالي
كربلاء."
وأشار" هذا النهر شق بأمر السلطان العثماني سليمان القانوني أثناء زيارته
إلى مدينة كربلاء عام 1550ميلادية، وحفر النهر بناء على مناشدة من أهالي
كربلاء وسادن الروضة الحسينية في وقتها عبد المؤمن الدده".
وتابع " كان الناس ومنهم الزوار يعتمدون على مياه الآبار، وكما جاء في كتاب
( أربعة قرون) ترجمة الدكتور جعفر الخياط، صدرت إرادة السلطان بحفر نهر
يصل من الفرات إلى مدينة كربلاء فأراد أولا حفر وإحياء النهر القديم ،شاطئ
الفرات أو العلقمي ( النهر الذي حدثت قربه معركة الطف عام 61 هـ بين الإمام
الحسين وجيش يزيد بن معاوية) فوجده بعيدا ،ثم اتجه إلى حفر نهر جديد اخر
يتجه بنفس الاتجاه، فاستعان السلطان بالخبراء الفنيين وكان أكثر العمال من
قبيلة (جشعم الشمرية) الساكنة في المنطقة".
وقال " طريقة حفر النهر كانت بالطريقة اليدوية المعروفة بـ (الحشر)، وقد سمي النهر بالسليماني نسبة إلى السلطان سليمان."
ويستطرد منقّب الآثار خليل "بعد إكمال حفر نهر الحسينية، قام بتكليف والي
بغداد العثماني الجديد حسن باشا ببناء القناطر فوق النهر، وكان الاهتمام
منصبا أولا على مكان القنطرة الحالي لوجود اثر مقدس بجانبها هو مقام و مكان
صلاة الإمام علي (ع) عند مروره بكربلاء عام 37هـ أثناء توجهه إلى معركة
صفين عن طريق كربلاء ثم عين التمر فالانبار الى الشام."
ويقول "جدد بناءها والي بغداد المملوكي سليمان باشا الكبير بعد الغزو
الوهابي عام 1803م... وفي عام 1824 دارت عليها معركة وطنية تسمى واقعة
الميراخور أو كما تعرف محليا واقعة المناخور بين العثمانيين وأهالي كربلاء
لان كربلاء أعلنت العصيان وأصبحت تحكم نفسها بنفسها بعد قتل المتولي فتح
الله خان وبعده علي أفندي، وبعد محاصرة طويلة للمدينة اضطر الوالي العثماني
داود باشا لقيادة الجيش العثماني لاحتلال المدينة كما جاء بكتاب مدينة
الحسين لمحمد حسن الكليدار- ج3".
ويستطرد مرة أخرى "في تلك الفترة كان متولي كربلاء سليمان أغا الكهية، أي
النائب باللغة التركية، ونتيجة لطول مدة المعركة والحصار تهدم جزء كبير
منها، فقام السيد علي النهري بالاستعانة بالمعمارى محمد بن علي بن اسطة
قاسم البناء الاسدي بإعادة الجزء المتهدم من بنائها قبل حوالي 150 سنه، أي
في 1850".
ويضيف" هكذا أصبحت لفترة طويلة بوابة كربلاء المائية حيث كانت السفن
المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها بعد دفع أجرة المرور لتصل
بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد كانت تسمى (أم حديبة)، وفتحة القنطرة
صغيره لا تسمح للسفن بالدخول من تحتها، أي كانت أشبه بالميناء حيث تنقل
البضائع منها إلى المدينة".
ويشير المنقب"سميت بالقنطرة البيضاء نظرا للونها الأبيض ولكونها دلالة
واضحة للوصول والسلام إلى مراقد الأئمة في كربلاء وخاصة قبل وجود بساتين
النخيل التي تحجب رؤية المنائر حاليا."
وخلص الى القول" بعد سنوات من الإهمال، تقرر إعادة اعمار هذه القنطرة،
فقامت وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار ممثلة بالهيئة العامة للآثار
والتراث بأعمال الصيانة للقنطرة التي تساقطت أجزاء كبيره منها بسبب تقادم
الزمن والرطوبة من نهر الحسينية."
أضاف:"شكلت لجنه لهذا الغرض من الاثريين في محافظة كربلاء، وقامت اللجنة
بالمحافظة على الأجزاء الأكثر خطورة خوفا من انهيار القنطرة بالكامل،
واستطاعت من إعادة بناء أسس الجدران الساندة وعلى نفس القياسات القديمة ،
وتمت أعمال الصيانة وفق المواصفات القديمة وبنفس مواد البناء القديمة
(الطابوق الفرشي بقياسات 25×25×5سم، والمادة الرابطة الجص الفني) وتم
استخدام عمال بناء مختصين بالمباني التراثية.
الكربلائي لم تتآكل بتقادم السنين وكأنها تقاوم سلطة الدهر المستبدة في
اغلب الاحيان لمئات من السنين وترسل خطابها العابق بأريج الماضي بكل ما فيه
من العنفوان والسمو الروحي.
وفي يوم ما ولفترة طويلة بقيت (القنطرة البيضاء) بوابة كربلاء المائية حيث
كانت السفن المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها بعد دفع أجرة
المرور لتصل بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد كانت تسمى (أم حديبة)،
وفتحة القنطرة صغيرة لا تسمح للسفن بالدخول من تحتها، أي انها كانت أشبه
بالميناء حيث تنقل البضائع منها إلى المدينة".
فها هي القنطرة البيضاء تؤدي رسالة الماضي البعيد في خدمة العابرين الى زمن راهن وهي تقف على نهرها بلا وهن.
القنطرة البيضاء ..شهدت على مدى أكثر من 450 عاما أحداثا تاريخية مازال
يذكرها المؤرخون.. إعتبرها الأهالي من المباني الأثرية .. تم ترميمها أكثر
من مرة، كان آخرها قبل أكثر من 150 عاما قبل أن يتم ترميمها فى العصر
الحالي.
وهي جسر من الطابوق له بوابة واحدة، يقع على نهر لا يتعدى عرضه خمسة أمتار،
تقف على جانبيه منارتان زرقاوان لتضيفا لونا آخر مع لون الاخضرار الذي
تنثره منطقة الحسينية على نهر يسمى بنفس الاسم (الحسينية).. يسمى الجسر
الآن (القنطرة البيضاء) أو (قنطرة الإمام علي) أو (القنطرة البيضة) باللهجة
الدارجة، يعتبره الأهالي في ناحية الحسينية من المواقع التراثية والأثرية
التى يعتزّون بها حيث صنع التاريخ لهم جسرا يعبرونه قبل مئات السنين في حين
تشكوا منطقتهم في زمن التقنيات الحديثة من جسر له قيمة القنطرة البيضاء.
وفي تقرير لـ(اصوات العراق) يقول منقّب الآثار حسين ياسر خليل، رئيس لجنة
صيانة القنطرة البيضاء "تقع هذه القنطرة أو ما تعرف محليا بقنطرة الإمام
علي(ع) أو (كنطرة البيضة) في ناحية الحسينية شرق كربلاء، وتقع على نهر
الحسينية في المقاطعة 47 الفراشية".
وأضاف"نهر الحسينية هو النهر الوحيد الذي يتفرع من نهر الفرات من يمين سدة
الهندية في محافظة بابل (30كم شمال كربلاء)، وهو الذي يغذي بساتين وأهالي
كربلاء."
وأشار" هذا النهر شق بأمر السلطان العثماني سليمان القانوني أثناء زيارته
إلى مدينة كربلاء عام 1550ميلادية، وحفر النهر بناء على مناشدة من أهالي
كربلاء وسادن الروضة الحسينية في وقتها عبد المؤمن الدده".
وتابع " كان الناس ومنهم الزوار يعتمدون على مياه الآبار، وكما جاء في كتاب
( أربعة قرون) ترجمة الدكتور جعفر الخياط، صدرت إرادة السلطان بحفر نهر
يصل من الفرات إلى مدينة كربلاء فأراد أولا حفر وإحياء النهر القديم ،شاطئ
الفرات أو العلقمي ( النهر الذي حدثت قربه معركة الطف عام 61 هـ بين الإمام
الحسين وجيش يزيد بن معاوية) فوجده بعيدا ،ثم اتجه إلى حفر نهر جديد اخر
يتجه بنفس الاتجاه، فاستعان السلطان بالخبراء الفنيين وكان أكثر العمال من
قبيلة (جشعم الشمرية) الساكنة في المنطقة".
وقال " طريقة حفر النهر كانت بالطريقة اليدوية المعروفة بـ (الحشر)، وقد سمي النهر بالسليماني نسبة إلى السلطان سليمان."
ويستطرد منقّب الآثار خليل "بعد إكمال حفر نهر الحسينية، قام بتكليف والي
بغداد العثماني الجديد حسن باشا ببناء القناطر فوق النهر، وكان الاهتمام
منصبا أولا على مكان القنطرة الحالي لوجود اثر مقدس بجانبها هو مقام و مكان
صلاة الإمام علي (ع) عند مروره بكربلاء عام 37هـ أثناء توجهه إلى معركة
صفين عن طريق كربلاء ثم عين التمر فالانبار الى الشام."
ويقول "جدد بناءها والي بغداد المملوكي سليمان باشا الكبير بعد الغزو
الوهابي عام 1803م... وفي عام 1824 دارت عليها معركة وطنية تسمى واقعة
الميراخور أو كما تعرف محليا واقعة المناخور بين العثمانيين وأهالي كربلاء
لان كربلاء أعلنت العصيان وأصبحت تحكم نفسها بنفسها بعد قتل المتولي فتح
الله خان وبعده علي أفندي، وبعد محاصرة طويلة للمدينة اضطر الوالي العثماني
داود باشا لقيادة الجيش العثماني لاحتلال المدينة كما جاء بكتاب مدينة
الحسين لمحمد حسن الكليدار- ج3".
ويستطرد مرة أخرى "في تلك الفترة كان متولي كربلاء سليمان أغا الكهية، أي
النائب باللغة التركية، ونتيجة لطول مدة المعركة والحصار تهدم جزء كبير
منها، فقام السيد علي النهري بالاستعانة بالمعمارى محمد بن علي بن اسطة
قاسم البناء الاسدي بإعادة الجزء المتهدم من بنائها قبل حوالي 150 سنه، أي
في 1850".
ويضيف" هكذا أصبحت لفترة طويلة بوابة كربلاء المائية حيث كانت السفن
المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها بعد دفع أجرة المرور لتصل
بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد كانت تسمى (أم حديبة)، وفتحة القنطرة
صغيره لا تسمح للسفن بالدخول من تحتها، أي كانت أشبه بالميناء حيث تنقل
البضائع منها إلى المدينة".
ويشير المنقب"سميت بالقنطرة البيضاء نظرا للونها الأبيض ولكونها دلالة
واضحة للوصول والسلام إلى مراقد الأئمة في كربلاء وخاصة قبل وجود بساتين
النخيل التي تحجب رؤية المنائر حاليا."
وخلص الى القول" بعد سنوات من الإهمال، تقرر إعادة اعمار هذه القنطرة،
فقامت وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار ممثلة بالهيئة العامة للآثار
والتراث بأعمال الصيانة للقنطرة التي تساقطت أجزاء كبيره منها بسبب تقادم
الزمن والرطوبة من نهر الحسينية."
أضاف:"شكلت لجنه لهذا الغرض من الاثريين في محافظة كربلاء، وقامت اللجنة
بالمحافظة على الأجزاء الأكثر خطورة خوفا من انهيار القنطرة بالكامل،
واستطاعت من إعادة بناء أسس الجدران الساندة وعلى نفس القياسات القديمة ،
وتمت أعمال الصيانة وفق المواصفات القديمة وبنفس مواد البناء القديمة
(الطابوق الفرشي بقياسات 25×25×5سم، والمادة الرابطة الجص الفني) وتم
استخدام عمال بناء مختصين بالمباني التراثية.
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 1:43 pm من طرف نادية بابل
» اخطر النباتات السمية
الإثنين أكتوبر 19, 2015 3:49 pm من طرف نادية بابل
» مركز اللغات جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:31 am من طرف bi823
» المكتبة الرقمية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم المالية والإدارية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم الإسلامية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» وكالة البحوث والتطوير جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823