مقدمة : -
بداية أشير بأن سبب كتابتى لهذا الموضوع هو شيئان ....أولهما :- أنى لاحظت بأن بعض من يكتبون القصة القصيرة تفوتهم بعض عناصرها مما يبعد ما يكتبون عن القصة القصيرة....والشيئ الثانى : هو أن بعض من يقرأون القصة القصيرة يركزون فيها على الحكاية أو الحادثة ويتغافلون عن الالتفات لعناصر أخرى مهمة
[ما هو المراد من القصة القصيرة ؟
/size]
تعتبر القصة القصيرة فنا أدبيا نثريا ، يكتفى بتصوير جانب واحد من جوانب الفرد ، أو زاوية واحدة ، أو موقف من موقف الحياة ، أو خلجة نفس ، تصويرا مكثفا يساير روح العصر
متى نشأت القصة القصيرة ؟
ولقد نشأت القصة القصيرة فى منتصف القرن ال19م فى روسيا على يد (جوجول) ثم انتقلت الى أمريكا فأوروبا ، وكان ازدهارها فى القرن العشرين حينما تعددت اتجاهاتها ، وكثر كتّابها ، واحتفلت بها الدراسات الفنية...
ماهى السمات الفنية للقصة القصيرة ؟
تعتبر القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية الى روح العصر ، لأتها انتقلت بمهمة القصة الطويلة - أى الرواية - من التعميم الى التخصيص ، فلم تعد تتناول حياة بأكملها بكل ما يحيط بها من ظروف وملابسات مثل الرواية ، وانما اكتفت بتصوير جانب واحد من حياة الفرد أو خلجة واحدة من خلجات النفس تصويرا مكثفا يساير روح العصر فى ايجاز ، بكلمات منتخبة تؤدى الى جلاء حقيقة واحدة ، أو تحديد رأى معين ، أو نقل انطباع خاص ...
ما الفرق بين القصة القصيرة والرواية ؟
اذا كانت الرواية - أى القصة الطويلة - تتناول قطاعا طوليا من الحياة ، فان القصة القصيرة تتناول قطاعا عرضيا ، واذا كانت الرواية تتوغل فى أبعاد الزمن ، فان القصة القصيرة تتوغل فى أبعاد النفس البشرية
ماهى الأسس البنائية للقصة القصيرة ؟
انه لما كانت القصة القصيرة تعد من أصعب الأشكال الأدبية ، فان نقّاد هذا الفن الأدبى يحاولون وضع مجموعة من المقومات والمبادئ تشكّل أسسه البنائية الفنية ، حتى يترسّمها كل من يريد الابداع فى هذا المجال ومنها
أولا مبدأ الوحدة : -وهو أساس جوهرى من أسس بناء القصة القصيرة فنيا ، فالقصة القصيرة يجب أن تشمل فكرة واحدة تعالج - بفتح اللام - حتى نهايتها المنطقية بهدف واحد ، وطريقة واحدة ...وان هذا المبدأ هو الأساس الذى يميز كل قصة قصيرة جيدة عن غيرها ، اذ ان طبيعة القصة القصيرة لاتسمح بعناصر مختلفة تدخل فى سياجها ...
ثانيا مبدأ التكثيف حيث ان القصة القصيرة هى الفن الأدبى الشديد التكثيف والتركيز والموضوعية ، ومادامت القصة القصيرة تعالج موضوعا واحدا ، أو جزئية من جزئيات حياة شخص ما ، ويتلقى القارئ أثرها ككل ، وفى الحال وبسرعة أيضا ، فان عنصر التركيز يجب أن يكون مقوّما -بكسر الواو- من مقوماتها الايجابية الخاصة بها .
ثالثا تفاصيل الانشاء : وذلك حرصا على تأكيد مبدأ (الوحدة) أولا...و (التكثيف) ثانيا...فان تحقيقهما يتطلب عناية خاصة فى كل ما يتصل بتفاصيل بنائها وانشائها...وذلك ضمانا للاحكام الفنىّ...وعلى هذا فان التفاصيل يجب أن تكون جزءا فى البناء الكلىّ .
ماهى الشروط التى يجب مراعاتها فى القصة القصيرة ؟
(1) الشخصيات : -حيث يشترط فى القصة القصيرة-اذا ماتعددت فيها الشخصيات لسبب ما- أن تكون جميع شخصياتها فى التحام تام ، وتوافق كلىّ، فتبدو كل شخصية كما لو كانت منسوجة فى الأخرى ، حتى تتحقق للأثر وحدته ، ولاتحتاج القصة القصيرة الى الجرى وراء شخصيات ثانوية ، كما أن الوصف الطويل للشخصية ، قد أصبح زائدا عن اللزوم
(2) الحوار : -- وقد تشمل القصة القصيرة(حوارا) قليلا...وقد لاتشمل أى حوار على الاطلاق ، واذا وجد الحوار فانه ينبغى أن يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية ، أو التطور بالحدث ، أو تجلية النفس الغامضة ، أو ايضاح الفكرة المراد التعبير عنها ...
(3) الصراع : -حيث يعتبر بمثابة العمود الفقرى فى بعض القصص القصيرة...وقد يكون الصراع (خارجيا):- أى يدور خارج الشخصية فى البيئة المحيطة ...وقد يكون الصراع (داخليا):- أى يعتمل فى أعماق الشخصية من الداخل ...وهو فى الحالين لابد أن يكون ذا قيمة ، وغير مفتعل ، حتى يمكن تقبّله ، وليبلغ تأثيره فى النفس...
[size="3"(4) التشويق ] - لأنه يجب أن يكون هناك ترقّب وتلهّف من جانب القارئ ...وهو مايجعلهم يشترطون فيها أن يكون التشويق أساس المتعة الفنية فيها...
5) الصدق : بمعنى أن تكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذى تقدم اليه ، أى أن تكون كل عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها مقنعة عند اختيارها
ما هى اتجاهات القصة القصيرة فى المجتمع ؟
أولا الاتجاه الرومانسى : - وذلك فى الثلاثينيات حيث تأثر الكتّاب بالاتجاهات الأدبية الفرنسية وظهرت موضوعات الحب عند يوسف السباعى واحسان عبد القدوس ...ولكن محمد عبد الحليم عبدالله عبر عن مأساة الانسان الريفى الذى يطحنه الفقر....
ثانيا الاتجاه الواقعى : - وظهر بعد الحرب العالمية الثانية كرد فعل لحركة المجتمع فى السياسة والاجتماع والاقتصاد ....وراينا محمود بدوى يكتب عن عمال التراحيل لأول مرة فى الأدب المصرى الحديث....ولكن يعتبر ( يوسف ادريس ) فى الستينيات هو أبرز الكتّاب الواقعيين ، حيث جعل القرّاء العاديين يهتمون بمتابعة القصة القصيرة ، لأنه كتب مالم يبح به زملاؤه ، وكان منطلقه ثوريا تقدميا، ورؤيته الفنية شاملة ، وواكبت قصصه حركة المجتمع وتطورها ، وصدرت له أول مجموعة قصصية عام 1954 بعنوان (أرخص ليالى) وتحدث فيها عن أخطر مشكلة تواجه المجتمع المصرى وهى مشكلة تنظيم الأسرة....
وختاما....أرجو أن يكون بحثى المتواضع هذا عاملا مساعدا لاخوانى الذين يكتبون القصة القصيرة ...وكذلك لتفتيح مجال الرؤية والنقد لمن يقرأون هذا الفن
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 1:43 pm من طرف نادية بابل
» اخطر النباتات السمية
الإثنين أكتوبر 19, 2015 3:49 pm من طرف نادية بابل
» مركز اللغات جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:31 am من طرف bi823
» المكتبة الرقمية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم المالية والإدارية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم الإسلامية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» وكالة البحوث والتطوير جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823