لامام السجاد
علي بن الحسين رضي الله عنهما
كانت تاخذه رعده بين وضوئه وصلاته فتنفض جسده نفضا . فلما كلم في ذلك قال : ويحكم ...كانكم لا تدرون الى
من اقوم ولا تعلمون من اريد ان أناجي ...
انه زين العابدين علي بن الحسين (رضي الله عنهما ) دعاه الناس في زمانه بـ (زين العابدين ) لكثرة احسانه
في عبادته واتقانه لها حتى نسي اسمه وبقي لقبه . وقد بلغ من اطالته للسجود وكثرته له ان ناداه اهل المدينه
(بالسجاد ) وقد بلغ من صفاء نفسه ونقاء سريرته ان لقبوه با (الزكي )
لقد احبه الناس واجلوه وتعلقوا به .. حتى انهم كانوا يترقبون طلعته البهية عند خروجه ودخوله لينعموا برؤيته
كان (رضوان الله عليه ) مشغوفا بالدعاء ملحاحاً وكان يتوسل الى الله في دعائه ان يرحم ضعفه ويغفر ذنبه
وفي ذات يوم وهو متعلق باستار الكعبة يدعوا دعاء الغريق الذي لا يجد من ينقذه إلا الله تعالى ...
ويبكي بكاء المضطر الذي ضاقت به السبل فراه الامام طاووس ووقف ينتظره حتى انتهى فقال له : يا ابن رسول الله
رايتك على حالك هذه ولك فضائل ثلاث أرجو ان تؤمنك من الخوف فقال زين العابدين وما هن يا طاووس ؟
فقال: احداهن انك إبن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والثانية : شفاعة جدك لك ..والثالثة رحمة الله ...
فقال له :ياطاووس ان انتسابي الى رسول الله صلى الله علية وسلم لا يؤمنني بعد ان سمعت قول الله عزوجل
( فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ) واما شفاعة جدي لي فان الله عوجل يقول (ولا يشفعون إلا لمن ارتض
واما رحمة الله فهو يقول سبحانه ان رحمت الله قريب من المحسنين )
وكانت له تجارة رابحة تدر علية الخير الوفير والمال الكثير فجعله مطية الفوز بالاخرة كان كثير الصدقة والبر .....
فكان أذا جن الليل يحمل اكياس الدقيق على ظهره ويخرج بها في عتمة الليل يتصدق بها على ذوي الحاجات حيث
كان مولعا بصدقة السر فكانت اكثر من مئة عائلة من العوائل تعيش على صدقته وهي لا تدري من هوه صاحبها حتى
توفي رضي الله عنه فعرفوا مصدر رزقهم ... بتقواه كسب محبة الله فاكرمه الله بمحبة الخلق ...
تروي كتب السير ان هشام بن عبد الملك وفد الى مكة حاجا ...فاقبل يريد الطواف حول البيت واستلام الحجر الاسود
واخذ جند السلطان باسياطهم ينبهون الناس كي يوسعوا الطريق هوه وحاشيته ...لكن احدا لم يلتفتاليهم ويوسع لهم
وفيما هم كذلك سمعت اصوات التهليل والتكبير من كوكبه من الناس بينهم رجل وسيم ضامر الجسم وضيء الوجه
عليه سكينه ووقار ... فلما انتبه الناس الى مطلعة فسحوا له طريق الطواف والكل تنظر اليه نظرة التقدير والاحترام
والحب حتى اذا بلغ الحجر الاسود فأستلمه وقبله فاستغرب هشام بن عبد الملك وحاشيته من هذا الرجل البهي الطلعة
من يكون حتى الناس تجله كل هذا الاجلال وكان الفرزدق الشاعر حاضرا فانشد يقول :
هذا الذي تعرفه البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلٌ والحرمٌ
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر المعلم
فليس قولك (من هذا ) بضائره
العرب تعرف من انكرت العجم
كلتا يديه غياث عما نفعهما
يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
ماقال (لا ) قط .. إلا في تشهده
لولاالتشهد كانت لاءه نعم
إذا رأته قريش قال قائلها
الى المكارم هذا ينتهي الكرم
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 1:43 pm من طرف نادية بابل
» اخطر النباتات السمية
الإثنين أكتوبر 19, 2015 3:49 pm من طرف نادية بابل
» مركز اللغات جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:31 am من طرف bi823
» المكتبة الرقمية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم المالية والإدارية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم الإسلامية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» وكالة البحوث والتطوير جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823