بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) سورة البقرة
الحكمة حالها حال النبوة
والإمامة يؤتيها الله من يشاء من عبادة فهي مزيج من العلم والمعرفة ولقد
شرف الله لقمان بالحكمة مع أنه لم يكن نبي قال تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) سورة لقمان
فماذا كانت خصائص لقمان حتى آتاه الله الحكمة ؟
عن حماد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عز وجل ، فقال :
أما
والله ما اوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ،
ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق
النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم
يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعموق نظره
وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شئ قط مخافة الاثم ، ولم يغضب قط ولم يمازح
إنسانا قط ، ولم يفرح لشئ إن أتاه من أمر الدنيا ، ولا حزن منها على شئ قط ،
وقد نكح من النساء وولد له الاولاد الكثيرة وقدم أكثرهم إفراطا فما بكى
على موت أحد منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ،
ولم يمض عنهما حتى تحاجزا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن
تفسيره وعمن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، وكان يغشى القضاة
والملوك والسلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به ، ويرحم الملوك والسلاطين
لغرتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك ، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد
به هواه ، ويحترز به من الشيطان ، وكان يداوي قلبه بالتفكر ، ويداري نفسه
بالعبر ، وكان لا يظعن إلا فيما يعنيه ، فبذلك اوتي الحكمة ، ومنح العصمة
...الخ . البحار ج13 ص409 .
وإن صاحب الحكمة المطلقة
هو الشخص الذي لم يبق أمامه نقطة إبهام في الوجود إلا واتضحت ، والذي تبلغ
إحاطته العلمية بالوجود مبلغاً يرى فيه كل الأشياء كما هي في الواقع .
إذن ما هو السبيل للوصول للحكمة ؟
1- التوسل بأهل البيت (
عليهم السلام ) في طلب الحكمة من منابعها ، فحكمة الوجود ومنبعها هم محمد
وأهل بيته الطاهرين ( عليهم الصلاة والسلام ) كما رُويَّ عن الامام الباقر ( عليه السلام ) :
(( نحن اهل بيت الرحمة، شجرة النبوة ومعدن الحكمة )) روضة الواعظين ص27 .
2- الحكمة تكبر وتنمو من
الإتصال بالله فهي تعود الى حالة الصفاء القلبي والبصيرة الشفافة ، رُويَّ
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه))
عيون أخبار الرضا : 1/74 ،
ومعنى أخلص لله تعالى أربعين صباحاً أي لم يعمل عملاً الا لوجه الله تعالى
. ونلاحظ في هذا الحديث أن الاخلاص لله تعالى شرط مهم من شروط الحكمة .
وينبغي الإلتفات إلى هذه النقطة جيداً وهي أن الوصول إلى هذا المقام صعب
جداً . فخلوص العقائد والأعمال من الأمور الصعبة على الإنسان ولكن الوصول
إلى هذه المراحل من الكمال الإنساني مع صعوبته أمر لا شيء أعلى منه .
رُويَّ عنه أنه قال (عليه السلام) ((عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر )). غرر الحكم .
3- الزهد في الدنيا . فقد جاء عن الامام الصادق (ع) :
(( من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق لها لسانه )) . ميزان الحكمة باب الحكمة .
لأن في الزهد إبتعاد عن
الشهوات والسمو على الرغبات ، وتنعتق مشاعر المؤمن في سفر إلى الله فيهيئ
له الله أسباب الحكمة . رُويَّ عن امير المؤمنين (ع)قال
(( أول الحكمة ترك اللذات وآخرها مقت الفانيات )) غرر الحكم .
فنلحظ في قوله تعالى { هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } سورة الجمعة.
أن تزكية النفس شرطٍ من شروط الحكمة التي تعمل على تكامل وصول الانسان إلى مرحلة الكمال والقرب المعنوي من الله تعالى .
و رُويَّ عن الامام على (ع)قال :
(( أغلب الشهوة تكمل لك الحكمة ))غرر الحكم .
4- أن الحكمة تأتي في
الغالب من الصمت , لأن الحكمة وليدة التأمّل والتدبّر والتعقّل وهذه كلّها
تتحقّق في الصمت لأن القلب في أكثر الأوقات في سهو وغفلة عن الله سبحانه
والذي يوقظ القلب من ذلك هو التفكر . بل هو الذي يحييه من موته كما جاء عن
الإمام الحسن بن علي عليهما السلام :
(( التفكر حياة قلب البصير )) . البحار ج 75 ص 115 ح 11 .
وخير دليلاً على ذلك ما رُويَّ عن الإمام الصادق (ع) في حق ابي ذر الغفاري (ع) :
(( كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والصمت )) . وسائل الشيعة: 15/ 197.
وأيضاً (( إذا رأيتم المؤمن صموتاً فأدنوا منه فإنه يلقي الحكمة )) . بحار الأنوار: 1/ 154 باب 4، الحديث 30 ، في الوصية الطويلة للإمام الكاظم سلام الله عليه إلى هشام بن الحكم .
والصموت مبالغة صامت أي كثير الصمت .
5- الإعتدال في الأكل ، رُويَّ عن امير المؤمنين عليه السلام في غرر الحكم
(( التخمة تفسد الحكمة ، البطنة تحجب الفطنه )) المصدر نفسه .
6-التواضع ولين الجانب ، رُويَّ عن الامام الکاظم (عليه السلام ) في وصيته لهشام بن الحكم
(( ان الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا فکذلک الحکمة : تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتکبر الجبار )) ( البحار ) .
موضوع اعجبني [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ولكم فائدة بعون الله
اللهم صل وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) سورة البقرة
الحكمة حالها حال النبوة
والإمامة يؤتيها الله من يشاء من عبادة فهي مزيج من العلم والمعرفة ولقد
شرف الله لقمان بالحكمة مع أنه لم يكن نبي قال تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) سورة لقمان
فماذا كانت خصائص لقمان حتى آتاه الله الحكمة ؟
عن حماد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عز وجل ، فقال :
أما
والله ما اوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ،
ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق
النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم
يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعموق نظره
وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شئ قط مخافة الاثم ، ولم يغضب قط ولم يمازح
إنسانا قط ، ولم يفرح لشئ إن أتاه من أمر الدنيا ، ولا حزن منها على شئ قط ،
وقد نكح من النساء وولد له الاولاد الكثيرة وقدم أكثرهم إفراطا فما بكى
على موت أحد منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ،
ولم يمض عنهما حتى تحاجزا ، ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن
تفسيره وعمن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، وكان يغشى القضاة
والملوك والسلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به ، ويرحم الملوك والسلاطين
لغرتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك ، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد
به هواه ، ويحترز به من الشيطان ، وكان يداوي قلبه بالتفكر ، ويداري نفسه
بالعبر ، وكان لا يظعن إلا فيما يعنيه ، فبذلك اوتي الحكمة ، ومنح العصمة
...الخ . البحار ج13 ص409 .
وإن صاحب الحكمة المطلقة
هو الشخص الذي لم يبق أمامه نقطة إبهام في الوجود إلا واتضحت ، والذي تبلغ
إحاطته العلمية بالوجود مبلغاً يرى فيه كل الأشياء كما هي في الواقع .
إذن ما هو السبيل للوصول للحكمة ؟
1- التوسل بأهل البيت (
عليهم السلام ) في طلب الحكمة من منابعها ، فحكمة الوجود ومنبعها هم محمد
وأهل بيته الطاهرين ( عليهم الصلاة والسلام ) كما رُويَّ عن الامام الباقر ( عليه السلام ) :
(( نحن اهل بيت الرحمة، شجرة النبوة ومعدن الحكمة )) روضة الواعظين ص27 .
2- الحكمة تكبر وتنمو من
الإتصال بالله فهي تعود الى حالة الصفاء القلبي والبصيرة الشفافة ، رُويَّ
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه))
عيون أخبار الرضا : 1/74 ،
ومعنى أخلص لله تعالى أربعين صباحاً أي لم يعمل عملاً الا لوجه الله تعالى
. ونلاحظ في هذا الحديث أن الاخلاص لله تعالى شرط مهم من شروط الحكمة .
وينبغي الإلتفات إلى هذه النقطة جيداً وهي أن الوصول إلى هذا المقام صعب
جداً . فخلوص العقائد والأعمال من الأمور الصعبة على الإنسان ولكن الوصول
إلى هذه المراحل من الكمال الإنساني مع صعوبته أمر لا شيء أعلى منه .
رُويَّ عنه أنه قال (عليه السلام) ((عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر )). غرر الحكم .
3- الزهد في الدنيا . فقد جاء عن الامام الصادق (ع) :
(( من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق لها لسانه )) . ميزان الحكمة باب الحكمة .
لأن في الزهد إبتعاد عن
الشهوات والسمو على الرغبات ، وتنعتق مشاعر المؤمن في سفر إلى الله فيهيئ
له الله أسباب الحكمة . رُويَّ عن امير المؤمنين (ع)قال
(( أول الحكمة ترك اللذات وآخرها مقت الفانيات )) غرر الحكم .
فنلحظ في قوله تعالى { هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } سورة الجمعة.
أن تزكية النفس شرطٍ من شروط الحكمة التي تعمل على تكامل وصول الانسان إلى مرحلة الكمال والقرب المعنوي من الله تعالى .
و رُويَّ عن الامام على (ع)قال :
(( أغلب الشهوة تكمل لك الحكمة ))غرر الحكم .
4- أن الحكمة تأتي في
الغالب من الصمت , لأن الحكمة وليدة التأمّل والتدبّر والتعقّل وهذه كلّها
تتحقّق في الصمت لأن القلب في أكثر الأوقات في سهو وغفلة عن الله سبحانه
والذي يوقظ القلب من ذلك هو التفكر . بل هو الذي يحييه من موته كما جاء عن
الإمام الحسن بن علي عليهما السلام :
(( التفكر حياة قلب البصير )) . البحار ج 75 ص 115 ح 11 .
وخير دليلاً على ذلك ما رُويَّ عن الإمام الصادق (ع) في حق ابي ذر الغفاري (ع) :
(( كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والصمت )) . وسائل الشيعة: 15/ 197.
وأيضاً (( إذا رأيتم المؤمن صموتاً فأدنوا منه فإنه يلقي الحكمة )) . بحار الأنوار: 1/ 154 باب 4، الحديث 30 ، في الوصية الطويلة للإمام الكاظم سلام الله عليه إلى هشام بن الحكم .
والصموت مبالغة صامت أي كثير الصمت .
5- الإعتدال في الأكل ، رُويَّ عن امير المؤمنين عليه السلام في غرر الحكم
(( التخمة تفسد الحكمة ، البطنة تحجب الفطنه )) المصدر نفسه .
6-التواضع ولين الجانب ، رُويَّ عن الامام الکاظم (عليه السلام ) في وصيته لهشام بن الحكم
(( ان الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا فکذلک الحکمة : تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتکبر الجبار )) ( البحار ) .
موضوع اعجبني [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ولكم فائدة بعون الله
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 1:43 pm من طرف نادية بابل
» اخطر النباتات السمية
الإثنين أكتوبر 19, 2015 3:49 pm من طرف نادية بابل
» مركز اللغات جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:31 am من طرف bi823
» المكتبة الرقمية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم المالية والإدارية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» كلية العلوم الإسلامية جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:30 am من طرف bi823
» وكالة البحوث والتطوير جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة المدينة العالمية
السبت أغسطس 01, 2015 2:29 am من طرف bi823